الخميس، 13 مارس 2014

التغيـيـر



تغيير النفس يبدأ من اعتماد مفاهيم جديدة و قناعات جديدة و بالتالي أخلاق جديدة 






حياتنا ما هي إلا نتاج  مجموعة من المفاهيم و القناعات و الأخلاق.. كل هذه المفاهيم والأخلاق  تشكلت من  تأثير من حولنا فينا مثل التربية واختلاطنا ببيئة معينة، وربما في هذه البيئة .. فاتنا الكثيرمن الأفكار والمفاهيم السليمة وكذلك ربما تلقينا مفاهيم خاطئة وهذا وارد في حياة كل منا  .. كل هذا يتراكم في ذاكرة الانسان ويتفاعل ،وتنطلق منه أفعالنا ،وعاداتنا ،ويتكون منهم أسلوب حياتنا ..


و في الغالب يروقنا أسلوب حياتنا طالما في عزلة عن الناس و لكن ما إن نختلط بالعالم و تصطدم أفكارك بأفكار الآخرين وتقارن الحياة بينكم في الأخلاق و المفاهيم .. يبدأ انتباه الإنسان لنفسه إن كان لديه صفة جميلة أمسك عليها ،وإن كان لديه خلق سيئ اكتسبه صغيراً .. هذبه ،وإن كان مفهومه لبعض الأشياء خاطئاً .. عدله .. فتتحسن حياته.


و الساعون للتغيير و التحسين في حياتهم ..  عليهم العمل على هاتين الركيزتين .. مراقبة مفاهيمهم و قناعاتهم  ،  وأخلاقهم .. من هنا البداية .. غير أفكارك و مفاهيمك يتغير سلوكك ومن ثم بالتبعية  تتغير حياتك .
 

 بالنسبة للأخلاق .. فلا يختلف حولها إثنان .. و مقياسها الصحيح معروف  وهو أخلاق النبي الذي بُعث لهذا السبب تحديداً " إنما بُعتت لأتمم مكارم الأخلاق " ودائما يكون البدئ بتحديد مكاننا منها  .. أين نحن من هذا الخلق؟ وهذا الخُلق؟ و هذا الخلق ؟ .. وصدقني جميعنا يظن أنه يمتلك هذه الأخلاق في حين أن معظمنا عنده فقط فكرة نظرية عنها ولكن في حين التطبيق لا يتذكرها .. وبعدما عرفنا أين نحن من كل خلق .. علينا أن نسير لنعمق جذور هذا الخلق فينا ..

اذن لاحظ الأخلاق الحسنة في الآخرين و حاول اكتسابها .. و الأخلاق لا يفيدها كثيراً قراءة الكتب مثل ما يفيدها وجود نماذج  بيننا تتخلق بها .


أما بالنسبة للمفاهيم .. فهذا ما تراكم على مر السنين  مما سمعناه أو اختبرناه بأنفسنا .. واعلم أن المفهوم الصحيح للشئ لا يعوق أبدا مسيرة الحياة اذا مارسته ولا يؤثر عليك ولا عليها سلبياً ..
و المفهوم السطحي للشئ  غير مطلوب .. وأحيانا يضر أكثر مما ينفع ..

 المفهوم المطلوب للتغيير  هو  التعرف على جوهر معاني الأشياء ..و الحكمة دائما تلخص لنا مغازي الأشياء و الخبرات .. اذن اقترب من الحكمة تجد ضالتك و تضع مفهوما صحيحا لكل مفردات و عناصر حياتك .. فتنسجم مع مسيرة الحياة و تنجح بصورة أسرع .. و لم لا و انت تتبع الحكمة التي قام عليها منهج الله في الأرض ..

عود عقلك على قراءة كتب الحكمة بل و صناعة الحكمة من خلال التأمل السليم للواقع و الأحداث و اقرأ الأحاديث النبوية التي من خلالها يمكنك أن تستشف المفاهيم و التصورات الصحيحة لكل شئ .. و مساهمة مني هذه المدونة اقتباساتي أجمع فيها بعض قطوف الحكمة و النظرة الناضجة المعتدلة  للحياة  .. فربما يعجبك أن تبدأ بها .



وبمجرد ما تتغير أفكارك و مفاهيمك تتغير تصرفاتك وأخلاقك   وأحلامك و أسلوب حياتك .. أي شخصيتك بالكامل .. و هذه المفاهيم و الأخلاق أين مقرها؟ مقرها النفس ..  أي اذا غيرنا النفس تغير كل شئ ..
مصداقا لقوله سبحانه و تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "


أسمعك ذهنياً يا عزيزي تسأل من أين وكيف أبدأ هذا التغيير .. يبدأ التغيير من اللحظة التي تلاحظ و تقيم فيها نفسك و تعرف فيها مكانك الحقيقي .. و تعترف بمشكلاتك التي تحتاج الى تغيير .. كيف هذا؟
يحدث هذا عن طريقين متكاملين ..  أولا . بمخالطة الناس مع مراقبة النفس .. و الرجوع في نهاية اليوم اليها و تقييمها .. هل كنت جيدا في هذا؟ هل  فكرت وتصرفت بشكل جيد وسليم في هذا الموقف ؟  و ثانيا بالتعرف على النفس .. لأننا يا عزيزي لا نعرف أنفسنا .. الغالبية العظمى منا لا تفعل .. الواعون لأنفسهم فقط هم من يعرفونها بما يكفي كي لا يخدعون أنفسهم و بما يكفي ليستغلوا حياتهم أفضل استغلال .. و كيف حصلوا على هذا الوعي .. أوه إنه مشوار طويل  .. يهون طوله لذته .. يبدأ ببضعة أسئلة بسيطة سهلة ممتنعة .. هل تريد هذه الأسئلة؟ اذن ابحث عن أسئلة محاضرة رتب حياتك لدكتور طارق السويدان و اقرأ كتاب كيف تخطط لحياتك و من الضروري الإجابة على تلك الأسئلة حتى لو استغرقت الإجابة أيام وأسابيع و شهور و هذا هو المتوقع لأن النفس عميقة جدا ولا تفصح عن نفسها بسهولة .

ما الذي يكتشفه معظمنا اذا اتخذ هذه الخطوات

غالبا في بدايات التغيير..   يبدأ الانسان باكتشاف أنه يؤمن بالكثير من الحكمة  ولا يطبقها ... . فيكون التغيير الأول أن تحاول أن تطبق ما تؤمن به .. حتى تكون مؤمنا بها حقيقةً و ليس مدعياً أنك تؤمن بها.


ولا تستعجل فالتغيير يلزمه تدرج .. لا شئ في الكون لا يتغير ، و لا شئ يتغير مرة واحدة .. إلا أنها سنة التدريج  ..  و هي سنة كونية لا تتبدل ولا تتغير !

فتغير فكرة أو عادة او ترويض انفعالات النفس يحتاج الى وقت و مجاهدة و اصرار و استمرار .. حتى تصبح هذه الفكرة  أو العادة أو السلوك المهذب في الانفعال .. جزء من تكوينك  تفعله بعفوية و تلقائية  دون أن تتعمده أو تراقبه  


و على ذكر الإصرار و الإستمرار فهنا يقع كثير من الناس ..  معظم من ينجحون في إحداث تغيير في حياتهم  بالفعل  لديهم إرادة كافية تدفعهم للإستمرار  و دائما يتخيلون أنفسهم  أنهم هكذا .. كما يحبون أن يكونوا تماما .. و الإنسان دائما يحاكي صورته الذهنية عن نفسه فيصبحون فعلا كما يريدون  . بناء صورة ذهنية للنفس بعد التغيير .. في حد ذاته تشجيع للنفس و تزويدها بالطاقة للمواصلة .. و لذللك ينصح بوضع الهدف أمامك دائما حتى يقصر الطريق و يهون عليك .


و بالتالي اذا عرفت من أين و إلى أين .. فقد وضعت  بداية و نهاية خطة عليك أن تملأ  ما بين حديها بما يناسب قدراتك و يساعدك على الوصول بنجاح . حسب هدفك.

يالله  .. يقترب جدا الحديث عن التغيير و عن النجاح لأننا لا نتغير الا لرغبة في النجاح !
و اذا كانت خطوات التغيير هي
- تحديد مكانك و معرفة وجهتك و قدراتك 
- وضع خطة للتغيير
- و الإلتزام بها ..

فإن النجاح يبدأ بـ
- التغيير ! (بعض المعتقدات و العادات)
-وضع خطة لانجاز الهدف
- ثم الإلتزام بها  !


نراك على خير ،ونراك على أفضل :)



بقلم .. شيماء فؤاد

هناك 5 تعليقات:

  1. رااااااائع .. دائما تهلى علينا بابداعاتك :)

    ردحذف
  2. جزاك الله عنا خير الجزاء

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا رحمة

      و نورتيني يا صافي ^_^ و اياكم يارب.

      حذف
  3. رااائع .. بارك الله فيكِ و جزاكِ عنا خيرا و فتح عليكِ من بركاته و فتوحه و جعلكِ (أُمَّة) و نفع بكِ أبدا :)

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين .. دعواتك بتفتح النفس و تبهج الروج و الله يا أ. مصطفى
      بنا يجزيك خير يارب :)

      حذف