الاثنين، 24 مارس 2014

معادلة التوفيق




معادلة التوفيق


أخذ بأسباب مادية + أخذ بأسباب معنوية = توفيق في الدنيا و الآخرة.




كانت غزوة بدر الكبرى .. بعد أن صف النبي الصفوف و جهز الجيش و أعد الخطة .. دخل  عريشته المطلة على أرض المعركة  و أخذ يدعو و يدعو و يدعو و يناشد الله النصر حتى سقط  رداؤه عن كتفيه فيأخذ أبو بكر يعيده  قائلاً " كفاك يا رسول الله  مناشدتك ربك فإن الله سينجز لك ما وعدك "

وتأملاً في هذا الموقف .. ما الذي يجعل النبي صلى الله عليه و سلم يبتهل  الى ربه هذا الإبتهال ويدعوه هذا الكم من  الدعاء رغم أن الله قد وعده بالنصر و رغم أنه أخذ بكل الأسباب المادية التي يمكن الأخذ بها  للفوز في المعركة.. ؟!

لأنه يعلم أن معادلة التوفيق في أي أمر  ليس أسباب مادية فقط إنما يتضافر معها أسباب معنوية مثل الدعاء و اللجوء إلى الله و التوكل عليه .. و إخلاص النية و عدم إضمار الشر ..


لا يجب أن نعتمد على أنفسنا فقط و على قانون السبب و النتيجة فقط .. و نفكر كما يفكر من لا يؤمنون بوجود الله سبحانه و تعالى ! .. فهم يفكرون فقط في ما يفعلون من سبب و ما سيترتب عليه من نتيجة أما مشيئة الله و إرادته و توفيقه و بركته و تنظيمه للأقدار و التوكل عليه و استخارته و اخلاص النية له  و رجاؤه  فقلوبهم خالية منها ولا تعرفها .. و هم بالفعل يسري عليهم قانون السبب و النتيجة .. بمعنى لكل سعي جزاء و لكن في الدنيا فقط  و ليس لهم في الآخرة من شئ .. و طبعا هذه صفقة خاسرة .. لماذا؟ لأن معادلتهم خلت من الله و من إعدادهم للحياة الأخرى  .. فخلت النتيجة من ثوابه الخاص أيضاً في الحياة الأخرى أي نسوا الله فنسيهم ..و بالطبع هذا ليس ما نرجوه .

أما عن نبينا فقد علمنا قانون التوفيق أو  الأخذ بالأسباب الكامل في كثير من المواقف منها هذا الموقف  .. فلا يجب أن ننسى  اللجوء إلى الله  بجانب الأخذ بالأسباب المادية .. في أي عمل .. نرتجي فيه توفيقه في الدنيا  وكذلك في الآخرة .

و لم أجد ما أختم به حديثي إلا الآية الرائعة جدا و التي تلخص كل شئ :

وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .. ( الأسباب المعنوية )
و يسبق هذا الجزء من الآية .. إ
نْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ
( الأسباب المادية )



سورة هود الآية ~ 88



مُوفَــقــيـن  :)

هناك تعليق واحد: