الثلاثاء، 15 أبريل 2014

كيف تعرف رسالتك




من أهم أسباب الشعور بالضياع و قلة الفائدة في الدنيا هو عدم وجود رسالة لحياتك أو خطة تمشي عليها تحقق من خلالها أهدافك .

فوجود رسالة في الحياة تجعلك تشعر بقيمتك وأهميتك و وجود أهداف و خطط في حياتك يجعلك محدد الوجهة .. تعرف إلى أين تذهب و ماذا ستفعل و ما هي خطوتك القادمة و متى ستصل.

مسكينٌ انسان بدون هدف  .. أتخيله مثل انسان يمشي هائماً .. إلى أي مكان يجذب عينيه أو تسوقه إليه قدماه .. يتعذب دائما بشعوره بالتيه وإحتياجه الى من يساعده في معرفة ..  لماذا جاء الى الحياة و لم يأت أحد غيره ؟ إلى من  يفتح عينيه على قدراته و مهاراته .. إلى من يرسم معه الخارطة ..  إلى من يضع قدمه على أول الطريق .

أما واضح الرؤية محدد الهدف .. يكون مطمئناً .. كل خطواته مدروسة ..  يستغل كل طاقاته في تحقيق أهدافه .. يشعر بقيمته المضافه للحياة ..

وضع رسالة و رؤية و أهداف و خطط  هو الخطوة الأولى في أي طريق .. و يستوجب معرفة مفهوم هذه المصطلحات أولاً .

الرسالة .. هي الغاية التي جئت من أجلها للحياة .. أعلم هذه الجملة المحفوظة .. لعبادة الله و عمارة الأرض .. نعم هذه رسالتنا العامة جميعاً أما رسالتك الخاصة التي جئت أنت تحديداً من أجلها ما هي؟ تعبد الله و تعمر الأرض بـ ماذا؟؟ ما الدور الذي تستطيع أن تقوم به ؟ ماذا تستطيع أن تقدم لنفسك و للبشرية من شئ تكون من خلاله عبدت الله و عمرت الأرض؟

الرؤية هي الصورة الشاملة التي تطمح أن تكون عليها في المستقبل ( بنستخدم فيها الخيال و التصور و المشاعر )  .. مثل أود أن أكون محبوب/ة اجتماعيا ،و قريب/ة من ربي ،و مثقف/ة ،وماهر/ة في الطبخ  ،و أكون مدير/ة  للشركة .. كل هذه الاشياء مجمعة في أنا .. سأكونها كلها .



أما الهدف ( فيه تحديد  أكثر وأدق من الرؤية و يعبر عنه بسطر واحد  ) ..
الشئ المحدد الذي  ترغب بتحقيقه في مجال ما أو في جانب ما من جوانب حياتك ..  فمثلا رؤيتك لنفسك اجتماعيا كانت >> إنك تكون محبوب ..

فعندما نضع الهدف لهذه الرؤية  ..سيكون أكثر تحديداً  .. فسيكون هدفي في الناحية الإجتماعية  >> تقوية صلة الرحم بيني و بين أقربائي و عمل علاقات ايجابية أكثر مع أصدقائي  ..
و تكون الخطة هي إجابة السؤال ( كيف أحقق الهدف ؟) 
كيف أقوي صلة الرحم بيننا بالخطوات ؟ 

 1- اتصل بفرد من عائلتي يوم بعد يوم  .
2- سأسأل عن أعياد ميلاد و زواج كل منهم كي أهنئهم فيها 

 3- غيره
و هكذا .. أي أن الخطة خطوات مفصلة و محددة و واضحة جداً

فالرسالة عامة .. ( عبادة الله و تعمير الأرض ) و رسالة خاصة ( بماذا أعبده و أعمر أرضه ) و الرؤية ( كيف أرى نفسي في المستقبل ) و الهدف ( شئ محدد أريد تحقيقه و انجازه لتتحقق هذه الرؤية في المستقبل ) و الخطة ( كيف بالضبط و بالتفصيل أحقق هذا الهدف ) .



هذه فقط كانت نبذة عن مفهوم المصطلحات السابقة.


و الآن وصلنا إلى كيف تصنع رسالتك  في الحياة ؟
و المقصود بـ "تصنع" .. كيف تعرفها و من ثم كيف تصيغها على الورق.

سنعرفها سويا بعد هذه الأسئلة ؟ ضروري أن تحضر ورقة و قلم
- اختر هدف تريد أن تحققه و أكتبه  ؟
ارسم سهم لأسفل

-و أكتب تحته لماذا تريد أن تحققه؟
- سهم لأسفل

- تخيل انك حققته  .. ( لا تفكر في اي شئ الا أنك حققته ) - ركز في مشاعرك - كيف تشعر؟؟ أكتب عندك
سهم لأسفل

- ما الشئ الأكثر أهمية الذي ستحققه من وراء هذا الشعور ؟
سهم لأسفل

و ظل اسأل  نفسك هذا السؤال الأخير الى أن تصل الى..  شئ أو شعور  لا يوجد مرحلة بعدها تريد أن تحققها. فهي الغاية الكبرى و الأخيرة التي لا بعدها غاية.. و هذه ستكون رسالتك

للتوضيح
مثال .. و لنفرض أنني أريد أن أكتب 100 موضوع في تطوير الذات في هذه المدونة ..
لماذا أريد أن أأكتب 100 موضوع ؟ ممم كي أشعر بذاتي و بوجودي .. كي أنفع بمعرفتي الآخرين   و لأني أسعد بنفع الآخرين و اختصار عليهم الطرق و تسهيل حياتهم
اذا حققت ذلك و أرسل لي القراء رسالات تعبر عن انتفاعهم الحقيقي بهذه التدوينات .. بم سأشعر اذا تحقق ذلك ؟ ممممممم  اللــــه سأشعر إني سعيدة جدا وسأمتن لله على توفيقه و سأسجد سجدة شكر لله.
- ما الشئ الذي سأحققه من وراء شعوري بالسعادة و الشكر و الامتنان لله  ؟ سأشعر أن الله راض عني أو سأطلب قبوله لي و ورضاه عني
- ماذا بعد؟
لا يوجد بعد رضا الله شئ



الآن .. نستكمل كيف نعرف الرسالة و كيف نصيغها

- اختر هدف آخرفي جانب مختلف من جوانب حياتك   و اعمل نفس العملية و هدف آخر و أخر و اتبع نفس الطريقة السابقة الى أن تصل الى الشعور أو المطلب الذي لا بعده شعور ولا مطلب .
- ضع دائرة حول الكلمات المتشابهة و المكررة .. و خذ منهم الكلمة الشاملة التي يمكن أن تحتوي في معناها كل الكلمات الأخرى
فمثلا في المثال السابق تكررت كلمة السعادة و الشكر و الرضا .. و الكلمة الأكثر شمولا هي الرضا




إذن أنا رسالتي في الدنيا أن أرضيه



و في الحقيقة الصيغة السابقة تعبر عن الرسالة و لكن ليست الصيغة الصحيحة لكتابة الرسالة

فالرسالة لابد أن تحتوي على 4 أركان أساسية :  الله جل جلاله و على الآخرين و تتضمني أيضاً و تتضمن منهج أو طريقه

فاعادة الصياغة يجعلها كالتالي .. أرضي الله بـ ( وأكتب أهدافك التي حددتها ) و بالنسبة لي في المثال السابق

أرضي الله بـ نفع الآخرين

هل هذه الصيغة مكتملة الأركان؟
لا ينقصها أنا

إذن نعدلها : .. أرضي الله بتطوير نفسي و نفع الآخرين
و يمكن تعديلها لصيغة أكثر " شياكة " تحمل نفس المعنى

أرضي الله بـ تطوير نفسي و التأثير في حياة الآخرين إيجابياً  و ( أهداف أخرى كتبتها في مجالات أخرى ) مثل .. وإعفاف زوج/تي .. و دعم تيار الخير في المجتمع و  و



ستلاحظ أنك ستكتب أرضي الله بـ ( و الوضع الذي ينبغي أن تكون عليه في كل دور من أدوار حياتك)

أي اذا كنت ابن و أخ وزوج و أب و طالب  في نفس الوقت
ستكون رسالتك .. أرضي الله ببر والدي .. و نصح و توجيه أخوتي وأبنائي .. و بإسعاد و إعفاف زوجتي و بالتعلم و تطبيق ما تعلمت .
هذه طريقة أخرى تكمل الطريقة الأولى أن تعرف أدوارك في الحياة .. و تحاول أن تكون أفضل ما يمكن أن تكونه فيها بنية رضا الله


و بهذا نكون أتمينا معرفة و صياغة الرسالة

^_^

أتمنى أن يكون الشرح وافياً و واضحاً
و في التدوينة القادمة سنعرف كيف نكتب خطة لكل هدف


من المفيد اقتناء كتاب : كيف تخطط لحياتك لـ د. صلاح الراشد


و هذه التدويننة هي ملخص لبعض محتواه مع اضافات بسيطة جداً.


دعواتي بالتوفيق .

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا يا ا/شيماء :)
    المقال انا استفدت منه كتير وطبقته عملي بس وقفت عند كتابة الرسالة واستخلاصها
    طلعت الكلمات المكررة "السعادة - الرضا عن النفس - التصالح مع الذات"
    هل الحاجات دي تصلح كرسالة للحياة!!!
    وشكرا كتير ليكي على المدونة النافعة جدا دي :)

    ردحذف
    الردود
    1. يا هلا يا أمنية

      أي نعم تصلح .. و غالبا كلنا بندور حول نفس الكلمات
      بس انتي ليه ما سألتيش نفسك لو حصلتي بالفعل على كل المشاعر دي ايه الشئ اللي نفسك تحققيه بعد كدة ؟
      و أول ما بنوصل للمشاعر دي بتلاقينا مش عايزين حاجة بعدها الا رضا ربنا
      يعني حسيها كدة تخيلي انك حصلتي على السعادة و السلام النفسي و الرضا عن النفس .. و بقولك قوليلي اغلى الغايات عندك بعد كل اللي حصلتي عليه؟
      أكييييييد رضا الرب

      فكملي صيغة رسالتك .. أرضي الله بـ ( شوفي أدوارك في الحياة كوني فيها على أكفأ وجه + استخدام مهاراتك المميزة في نفع نفسك و الآخرين )
      و انتي لما تعملي كدة أصلا هترضي عن نفسك و هتتصالحي مع ذاتك و هتكوني سعيدة و دي النتيجة الطبيعية و ربنا يرضى عنك

      بالتوفيق يا أمنية
      =)

      حذف