الأربعاء، 23 أبريل 2014

الصورة الذاتية .. أنت كما ترى نفسك




نقف أمام المرآة و نتطلع إلى أنفسنا فنرى ملامحنا الخارجية  أو صورتنا الخارجية أو الجسدية .. و عندما ننظرفي داخلنا ..  في مرآة الداخل نراها أيضاً تعكس ملامح النفس من مبادئ و قناعات و حالة وجدانية وطِباع و تطلعات و صفات شخصية .. تعكس كل هذا في كلٍ متراكب يسمى الصورة الذاتية .

و الصورة الذاتية هي صورتنا عن أنفسنا .. كيف نرى أنفسنا ..وهذه الصورة التي نعرفها عن أنفسنا هي التي تصبغ كل أفعالنا .. و هي التي تحدد سلوكنا و شخصيتنا و المتوقَع منا .. أي تنعكس علينا بالكامل .. وهي أقوى بكثير من الصورة الجسدية .. اذ أنها هي التي تعطيها فاعليتها .

و لنفرض أن هناك أنثى جميلة من الخارج و لكنها ترى نفسها جافة و غير رقيقة و غير جميلة .. فكيف ستتصرف مع نفسها و مع الآخرين؟ أكيد كما ترى نفسها ..
و لنفرض أن هناك شاب عضلي التكوين و هو يرى نفسه أنه ضعيف .. هل تسطيع عضلاته أن تخدمه ؟ بالطبع لا.. ستقتصر على كونها شكل فقط .. حتى يصدِّق فيها و يضعها ضمن تصوره عن ذاته ..


فأنت كما ترى نفسك ..

و الانسان يتصرف بناء على صورته الذاتية لنفسه .. و اذا خالفها تضايق و انزعج و دفعته  صورته الذاتية الى التغيير ليتواجد في ظروف توافقها  .. و هذا ما يفسر قبول بعض الناس لأشياء لا يقبلها بالضرورة غيرهم .

وتتكون هذه الصورة نتاج التنشئة ..   تربيتنا و القناعات التي تشربناها و تفاعلاتنا و خبراتنا.. و أول صورة تكون الصورة التي يعطيها الوالدان للإبن .. فاذا أفهماه أنه ذكي .. تصرف على أساس ذلك و أذا أفهماه أنه جميل و مقبول و محبوب  ازداد ثقة بنفسه و تصرف على أساس ذلك ،و اذا أخبراه بالعكس تصرف أيضا على أساس ذلك .. فلننتبه لهذه النقطة .. الصورة الأولية للذات نأخذها من الأب و الأم و المحيطين .. فلنعزز ثقتهم بأنفسهم بالمديح و التشجيع دون مبالغة و إلا تسببنا في  تكوين شخصية نرجسية .

و الصورة الذاتية هي أساس الثقة بالنفس .. أي انسان صورته الذاتية مهزوزة .. ثقته بنفسه مهزوزة و ضعيفة ..
و الحل أن يعيد النظر الى نفسه و إلى مواطن قوته و صفاته الإيجابية .. و يسأل المحيطين به  المحبين له و المخلصين عن صفاته الإيجابية ( تمرين ) عسى أن يكون هناك صفات لا يأخذها في اعتباره .. ينتبه إليها فتزيد من قوة صورته الذاتية و ثقته بنفسه .

و بالنسبة لصفاته السلبية يقبلها بل يقبل نفسه كلها بايجابياتها و سلبياتها و يحبها .. و يعمل على اصلاح سلبياته .. ولا يخجل منها .. لأن لا يوجد أحد إلا و به سلبيات .. ولكنهم يركزون على ايجابياتهم أكثر فينجحون و يُصرف النظر عن سلبياتهم .

و يراجع أيضاً انجازاته و التحديات التي كسبها في حياته ( لا يوجد أحد يعدم وجود تحدي أو انجاز صغير  ) و يكتبها في ( الأجندة ) و يؤكد لنفسه أنه طالما فعلها مرة يستطيع أن يفعلها ألف مرة .. بل و أفضل لأنه تعلم أكثر.

ويعطي لنفسه يومياً توكيدات ايجابية و يقولها بكل قوة و تصديق بها .. مثلاً أنا واثق بنفسي .. و يمشي بثقة و يتصرف بثقة .. و غيرها ..


الصورة الذاتية مفهوم بسيط و لكنه خطير .. لأنه أول خطوة في التغيير وفي طريق النجاح .. و لأنه يبنى عليه المستقبل كله .. فلنبدأ أول ما نبدأ بـ .. الصورة الذاتية .

ماذا عن صورتك الذاتية .. الآن أجب على نفسك .



بقلم/ شيماء فؤاد



.

هناك تعليق واحد: