الثلاثاء، 1 أبريل 2014

التحفيز الداخلي








كم مرة وجدت نفسك خاملاً متثاقلاً عن عمل ما يجب عليك عمله ؟.. عن أنك تلتزم بخطتك التي وضعتها لنفسك ، و تنقل قدمك من خطوة إلى أخرى؟ .. كم مرة ضايقك شعور أنك تعرف أن في هذا مصلحتك ولكن لا تريد أن تفعل ؟ .. أنك لا تشعر بوجود هذا الشئ الذي يدفعك للإنجاز ..؟
ما يدفعنا إلى تنفيذ أفكارنا و خططتنا و الإلتزام بها هو الإرادة .. الدوافع المستمرة .. التحفيز يا صديقي هو الكلمة المناسبة وهو كل الموضوع

و التحفيز نوعان لا غنى عن وجودهما معاً لأنهما يعملان معاً ..النوع الأول التحفيز المنطقي أو الذهني .. و هو أنك تضع أسباب منطقية تجعلك تفعل هذا الفعل ، و النوع الثاني هو التحفيزالمشاعري و هذا هو الأهم .. لأن المشاعر هي ما تحركنا ... الأفكار تجعلنا نبدأ .. أما المشاعر هي التي تجعلنا نستمر .. المشاعر هي الدوافع الحقيقية .. هي الوقود الحقيقي الذي يحركنا .
و لذلك يا عزيزي و أنت تدون أهدافك ( أتذكر مقال الأجندة ؟ ) و تخط خطتك لا تنس أن تدون معهما مشاعرك العميقة جدا بمختلف أنواعها .. قيدها على الورق حتى اذا خفتت بداخلك .. وجدتها محتفظة بكامل طاقتها و توهجها في مكان آخرآمن جداً  .. فقط اذا قرأتها انتعشَت بداخلك ،و سرت الإرادة في عروقك .. و تملكك الإقبال و الحماس فتكمل ما بدأت و تنجزه

و لعلك تتساءل ماذا تكتب تحديداً  من مشاعرك ..
أكتب بكل صدق و صراحة لماذا ترغب في انجاز هذا الهدف .. أكتب مشاعرك  التي ستشعر بها بعد انجازه واسترســل كثيراً و تخيل مواقف تتصرف بها بشكل مختلف بعد انجاز هذا الهدف ..  .. اسمح لنفسك أن تعيش هذه المشاعر بقوة و بفرحة ..
سجلها كلها .. سجل أيضا كيف ستكون اذا لم تحقق هذا الهدف الذي وضعته لنفسك ؟ الخوف من أن نركن و يسبقنا الآخرون هذا الخوف رغم أنه خوف و لكنه خوف إيجابي يدفعنا لنتقدم  ..
أكتب رسالة إلى نفسك تقرأها عندما تركن و تخمد و تتكاسل و تتثاقل  ... هذه الرسالة نادي فيها نفسك باسمك كثيراً خاطب فيها نفسك  و عِظ فيها نفسك و شجع فيها نفسك و أكتب ما ذكرناه من حب و خوف فيها .. أقسم لك بالله أن هذه الرسالة  سيكون لها أكبر الأثر على دفعك لـ تحقيق أهدافك .. يمكنك أيضاً أن تقرأ سير الناجحين و تشاهد أفلام ملهمة عن ناجحين .. هذا النوع من القصص و الحكايات تشحذ الهمم بما فيها من طاقة عالية جدا مشحونة في كلماتها و مواقفها و أحداثها .


هذا ما نسميه بالتحفيز الذاتي الداخلي ( المنطقي و المشاعري) ..  و هذا النوع من التحفيز هو ما يجب أن نعتمد عليه ، أما النوع الآخر و هو التحفيز الخارجي فهو يتمثل في كلمات يقولها لك مُحب تدفعك للعمل أو مكافأة يعدك بها والدك  تدفعك الى الإنجاز .. أو منافسة على وضع معين سواء في قلب أحدهم أو نول رضا أحدهم  أو كرسي رئاسة في شركة أو غيره .. المنافسة و الغيرة من أكبر الدوافع التي تجعل الإنسان يبذل كل ما عنده ليصل الى مبتغاه .. طبعا المنافسة الشريفة و الإيجابية هي المطلوبة و المقصودة ( و في ذلك فليتنافس المتنافسون ) و تصبح المنافسة إيجابية و شريفة إذا كان الهدف سامياً و الضمير حاضراً  .. رغم أن المنافسة بشكل عام دافع قوي جداً .. حاول أن تجد لك في محيطك منافس شريف مكافئ .. سيكون مجرد وجوده دافع لك للعمل و الإنجاز ..
هذه هي المحفزات الخارجية و لكن لا يجب أن نعتمد عليها لأنها غير دائمة  .. التشجيع من الآخرين شحيح عدا المحبين لك أحيانا .. لا يشجع الناس بعضهم ربما لحالة الإحباط العامة و ربما لجهلهم بتأثير التشجيع  أو لربما خوفا من أن تصبح أفضل منهم رغم أنه مجرد أنك أصبحت أفضل من "نفسك" بالأمس هي في حد ذاته مكسب له و لعالمه الذي يعيش فيه  .. لقد أصبح عالمه أفضل و ليس عالمه فحسب بل عالم أولاده من بعده أيضاً .. ولكن هذا الوعي لا يدركه كثير من الناس ، و لحسن الحظ أن إنجازاتنا تتوقف  أولاً و بشكل مباشر على مشاعرنا الخاصة الداخلية .. التحفيز الذاتي و الداخلي .



الآن .. ليتني أستطيع أن أهدي كل منكم شمعة و قطعة موسيقية هادئة وأجنده و قلم ، و كوب من الشاي .. و أترككم للذوبان مع أحلامكم  .. مع كثير من الدعاء بالتوفيـق :)

بقلم : شيماء فؤاد


.

هناك 5 تعليقات:

  1. مقال جميل ربنا يكرمك

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا يا شيماء :)
    مقال رائع مثلك
    أحبك في الله كثيرا :)

    ردحذف
  3. رائع
    جعل الله تحقيق كل تلك الاحلام في ميزان حسناتك
    كما حلاوة قرائة هذا المقال
    جزاك الله كل خير و حماك من السوء...

    ردحذف
  4. الردود
    1. شكرا ليكي و لايجابيتك و وجودك هنا يا هبة :)

      حذف